الأربعاء، 8 مارس 2017

رواية شقة الهرم - تامر عطوة

يعرف أدب الرعب، بأنه نوع خاص جدا من الأدب يهدف من خلال مجموعة من الأحداث المتشابكة إلى إثارة شعور الرعب والخوف .وفى رواية «شقة الهرم».. تأليف تامر عطوة.. التى كتبت لها المقدمة الفنانة إسعاد يونس، تقول إسعاد إن «شقة الهرم» قصة حقيقية. وبعد أن قرأت الرواية، مستلهما نصيحة المؤلف بأن نقرأها فى ساعة متأخرة من الليل (ووحيدا)، فإننى لم أشعر بالرعب الذى ربما شعر به غيرى!


الرواية عادية جدا، لا تحتاج الى تقديم أدبى، ولكن تكمن خطورتها فيما قالت عنه المقدمة إنه قصة حقيقية، وفيما قاله المؤلف بأنها قصة رعب حقيقية حدثت له. ولا أظن أن الكتاب المصريين الذين يكتبون فى هذا النوع من الأدب - أمثال أحمد خالد توفيق ومحمد عصمت وشيرين هنائى وتامر إبراهيم وحسن الجندى - قد قال أحد منهم يوما إن ما يكتبه حدث بالفعل، أو أن أحداثه حقيقية، بل إن حسن الجندى قال في أحد اللقاءات الصحفية إنه تلقى الكثير من الاتصالات والرسائل تطلب منه أرقام هواتف شخصيات معينة في روايته، وعندما كان يخبرهم بأنها شخصيات ليست حقيقية كان البعض يصر على أنه يخفي حقيقتها لدواع أمنية!ويمكن أن يكون المؤلف قد أقام فى شقة «مسكونة» بالفعل، أما أن يصف لك شكل العفاريت بأشكال حسية لأنها تجسمت أمامه، فهو الإنسان الأول الذى شاهد عفاريت بشكل حقيقى إذن، ثم أن يدعى أن جنيا قد عشق البطلة «ناهد» فبدل ابنتها «أشجان» بطفلة من الجن أذاقتهم العذاب، وعشقته هو شخصيا عفريتة أو جنية، فهذا فوق ما يقبله العقل. فلم يقل عاقل أو عالم إنه يمكن أن يحدث تزاوج أو حب بين الإنس والجن.إن خطورة تلك الرواية - فى رأيى - ليس فيما ذكره المؤلف - وكاتبة المقدمة - من أن ما تقرأه حقيقة حدث بالفعل، وإنما لما ينشره من أحداث ووقائع تساعد على نشر الخرافة والدجل والشعوذة، ووصفه للمشعوذين ولأعمالهم السفلية، وصراعهم على تسخير الجن لخدمتهم، مدعيا أن ما كتبه حقائق وليست خيال كاتب.. وذلك فى مجتمع نصفه أمى لا يقرأ ولا يكتب. فإذا كان هذا هو هدف الأدب، فإن فى ذلك خطرا كبيرا.



مواضيع ذات صلة

رواية شقة الهرم - تامر عطوة
4/ 5
بواسطة

إشترك بنشرتنا البريدية

إشترك معنا عبر بريدك الإلكتروني للحصول على اخر اخبارنا و مواضيعنا.